کد مطلب:90745 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:128
[صفحه 785] أَمَّا بَعْدُ، فَإِنّی أُخْبِرُكُمْ عَنْ أَمْرِ عُثْمَانَ حَتَّی یَكُونَ سَمْعُهُ كَعَیَانِهِ[4]: إِنَّ النَّاسَ طَعَنُوا عَلَیْهِ، فَكُنْتُ رَجُلاً مِنَ الْمُهَاجِرینَ أُكْثِرُ[5] اسْتِعْتَابَهُ، وَ أُقِلُّ عِتَابَهُ، وَ كَانَ هذَانِ الرَّجُلاَنِ،[6] طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ أَهْوَنُ سَیْرِهِمَا فیهِ الْوَجیفُ، وَ أَرْفَقُ حِدَائِهِمَا الْعَنیفُ. وَ قَدْ[7] كَانَ مِنْ عَائِشَةَ فیهِ فَلْتَةُ غَضَبٍ، فَأُتیحَ[8] لَهُ قَوْمٌ فَقَتَلُوهُ. وَ بَایَعَنِی النَّاسُ[9] غَیْرَ مُسْتَكْرَهینَ وَ لاَ مُجْبَرینَ، بَلْ طَائِعینَ مُخَیَّرینَ. وَ كَانَ هذَانِ الرَّجُلاَنِ أَوَّلَ مَنْ بَایَعَنی عَلی مَا بُویِعَ عَلَیْهِ مَنْ كَانَ قَبْلی، ثُمَّ خَرَجَا یَطْلُبَانِ بِدَمِ عُثْمَانَ وَ هُمَا اللَّذَانِ فَعَلاَ بِعُثْمَانَ مَا فَعَلاَ. وَ اللَّهُ یَعْلَمُ أَنّی لَمْ أَجِدْ بُدّاً مِنَ الدُّخُولِ فی هذَا الأَمْرِ، وَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً أَوْلی بِهِ مِنّی لَمَا تَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ. وَ عَجِبْتُ لَهُمَا كَیْفَ أَطَاعَا أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ فِی الْبَیْعَةِ وَ أَبَیَا ذَلِكَ عَلَیَّ، وَ هُمَا یَعْلَمَانِ أَنّی لَسْتُ دُونَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا. مَعَ أَنّی قَدْ عَرَضْتُ عَلَیْهِمَا، قَبْلَ أَنْ یُبَایِعَانی، إِذَا أَحَبَّا بَایَعْتُ لأَحَدِهِمَا، فَقَالاَ: لاَ نَنْفَسُ عَلی ذلِكَ، بَلْ نُبَایِعُكَ وَ نُقَدِّمُكَ عَلَیْنَا بِحَقٍّ. فَبَایَعَا. ثُمَّ إِنَّهُمَا اسْتَأْذَنَانی فِی الْعُمْرَةِ وَ لَیْسَا إِیَّاهَا أَرَادَا[10]، فَأَذِنْتُ لَهُمَا. فَنَقَضَا الْعَهْدَ، وَ نَصَبَا الْحَرْبَ، وَ أَخْرَجَا أُمَّ الْمُؤْمِنینَ عَائِشَةَ مِنْ بَیْتِهَا لِیَتَّخِذَانِهَا فِئَةً. وَ قَدْ سَارَا إِلَی الْبَصْرَةِ اخْتِیَاراً لَهَا، وَ قَدْ سِرْتُ إِلَیْكُمُ اخْتِیَاراً لَكُمْ. وَ لَعَمْری مَا إِیَّایَ تُجیبُونَ. إِنَّمَا تُجیبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ. وَ لَنْ أُقَاتِلَهُمْ وَ فی نَفْسی مِنْهُمْ حَاجَةٌ[11]. [صفحه 786] وَ اعْلَمُوا أَنَّ دَارَ الْهِجْرَةِ قَدْ قَلَعَتْ[12] بِأَهْلِهَا وَ قَلَعُوا بِهَا، وَ جَاشَتْ جَیْشَ الْمِرْجَلِ، وَ قَامَتِ الْفِتْنَةُ عَلَی الْقُطْبِ[13]. وَ كَانَتْ فَاعِلَةً یَوْمَ مَا فَعَلَتْ. وَ قَدْ رَكِبَتِ الْمَرْأَةُ الْجَمَلَ، وَ نَبَحَتْهَا كِلاَبُ الْحَوْأَبِ. وَ قَامَتِ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ بِقَوْدِهَا، یَطْلُبُونَ بِدَمٍ هُمْ سَفَكُوهُ، وَ عِرْضٍ هُمْ شَتَمُوهُ، وَ حُرْمَةٍ [ هُمُ ] انْتَهَكُوهَا، وَ أَبَاحُوا مَا أَبَاحُوا. یَعْتَذِرُونَ إِلَی النَّاسِ دُونَ اللَّهِ، یَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ یَرْضی عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقینَ[14]. إِعْلَمُوا، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، أَنَّ الْجِهَادَ مُفْتَرَضٌ عَلَی الْعِبَادِ، فَقَدْ جَاءَكُمْ فی دَارِكُمْ مَنْ یَحُثُّكُمْ عَلَیْهِ، وَ یَعْرِضُ عَلَیْكُمْ رُشْدَكُمْ. وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكُمُ ابْنِیَ الْحَسَنَ، وَ ابْنَ عَمّی عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، وَ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ، وَ قَیْسَ بْنَ سَعْدٍ، مُسْتَنْفِرینَ لَكُمْ[15]، فَأَسْرِعُوا إِلی أَمیرِكُمْ، وَ بَادِرُوا جِهَادَ عَدُوِّكُمْ، [ وَ ] كُونُوا عِنْدَ حُسْنِ ظَنّی بِكُمْ. فَحَسْبی بِكُمْ إِخْوَاناً، وَلِدینِ اللَّهِ أَعْوَاناً وَ أَنْصَاراً[16] إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ. فَانْفِرُوا خِفَافاً وَ ثِقَالاً وَ جَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فی سَبیلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ[17]. وَ أَیِّدُونَا، وَ انْهَضُوا إِلَیْنَا، فَالإِصْلاَحُ مَا نُریدُ، لِتَعُودَ الأُمَّةُ إِخْوَاناً. وَ مَنْ أَحَبَّ ذَلِكَ وَ آثَرَهُ فَقَدْ أَحَبَّ الْحَقَّ وَ آثَرَهُ، وَ مَنْ أَبْغَضَ ذَلِكَ فَقَدْ أَبْغَضَ الحَقَّ وَ غَمَضَهُ. وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، وَ السَّلاَمُ[18]. [صفحه 787]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ وَلِیِّهِ[1] عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ[2] أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنَ الْمُؤْمِنینَ وَ الْمُسْلِمینَ[3]، جَبْهَةِ الأَنْصَارِ، وَ سَنَامِ الْعَرَبِ.
صفحه 785، 786، 787.
و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124. و نهج السعادة ج 4 ص 57 و 60. و نهج البلاغة الثانی ص 207. باختلاف بین المصادر.