کد مطلب:90745 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:128

کتاب له علیه السلام (15)-إِلی أهل الکوفة عند مسیره من المدین















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ وَلِیِّهِ[1] عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ[2] أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنَ الْمُؤْمِنینَ وَ الْمُسْلِمینَ[3]، جَبْهَةِ الأَنْصَارِ، وَ سَنَامِ الْعَرَبِ.

[صفحه 785]

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنّی أُخْبِرُكُمْ عَنْ أَمْرِ عُثْمَانَ حَتَّی یَكُونَ سَمْعُهُ كَعَیَانِهِ[4]:

إِنَّ النَّاسَ طَعَنُوا عَلَیْهِ، فَكُنْتُ رَجُلاً مِنَ الْمُهَاجِرینَ أُكْثِرُ[5] اسْتِعْتَابَهُ، وَ أُقِلُّ عِتَابَهُ، وَ كَانَ هذَانِ الرَّجُلاَنِ،[6] طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ أَهْوَنُ سَیْرِهِمَا فیهِ الْوَجیفُ، وَ أَرْفَقُ حِدَائِهِمَا الْعَنیفُ.

وَ قَدْ[7] كَانَ مِنْ عَائِشَةَ فیهِ فَلْتَةُ غَضَبٍ، فَأُتیحَ[8] لَهُ قَوْمٌ فَقَتَلُوهُ.

وَ بَایَعَنِی النَّاسُ[9] غَیْرَ مُسْتَكْرَهینَ وَ لاَ مُجْبَرینَ، بَلْ طَائِعینَ مُخَیَّرینَ.

وَ كَانَ هذَانِ الرَّجُلاَنِ أَوَّلَ مَنْ بَایَعَنی عَلی مَا بُویِعَ عَلَیْهِ مَنْ كَانَ قَبْلی، ثُمَّ خَرَجَا یَطْلُبَانِ بِدَمِ عُثْمَانَ وَ هُمَا اللَّذَانِ فَعَلاَ بِعُثْمَانَ مَا فَعَلاَ.

وَ اللَّهُ یَعْلَمُ أَنّی لَمْ أَجِدْ بُدّاً مِنَ الدُّخُولِ فی هذَا الأَمْرِ، وَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً أَوْلی بِهِ مِنّی لَمَا تَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ.

وَ عَجِبْتُ لَهُمَا كَیْفَ أَطَاعَا أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ فِی الْبَیْعَةِ وَ أَبَیَا ذَلِكَ عَلَیَّ، وَ هُمَا یَعْلَمَانِ أَنّی لَسْتُ دُونَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا.

مَعَ أَنّی قَدْ عَرَضْتُ عَلَیْهِمَا، قَبْلَ أَنْ یُبَایِعَانی، إِذَا أَحَبَّا بَایَعْتُ لأَحَدِهِمَا، فَقَالاَ: لاَ نَنْفَسُ عَلی ذلِكَ، بَلْ نُبَایِعُكَ وَ نُقَدِّمُكَ عَلَیْنَا بِحَقٍّ. فَبَایَعَا.

ثُمَّ إِنَّهُمَا اسْتَأْذَنَانی فِی الْعُمْرَةِ وَ لَیْسَا إِیَّاهَا أَرَادَا[10]، فَأَذِنْتُ لَهُمَا.

فَنَقَضَا الْعَهْدَ، وَ نَصَبَا الْحَرْبَ، وَ أَخْرَجَا أُمَّ الْمُؤْمِنینَ عَائِشَةَ مِنْ بَیْتِهَا لِیَتَّخِذَانِهَا فِئَةً.

وَ قَدْ سَارَا إِلَی الْبَصْرَةِ اخْتِیَاراً لَهَا، وَ قَدْ سِرْتُ إِلَیْكُمُ اخْتِیَاراً لَكُمْ.

وَ لَعَمْری مَا إِیَّایَ تُجیبُونَ. إِنَّمَا تُجیبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ.

وَ لَنْ أُقَاتِلَهُمْ وَ فی نَفْسی مِنْهُمْ حَاجَةٌ[11].

[صفحه 786]

وَ اعْلَمُوا أَنَّ دَارَ الْهِجْرَةِ قَدْ قَلَعَتْ[12] بِأَهْلِهَا وَ قَلَعُوا بِهَا، وَ جَاشَتْ جَیْشَ الْمِرْجَلِ،

وَ قَامَتِ الْفِتْنَةُ عَلَی الْقُطْبِ[13].

وَ كَانَتْ فَاعِلَةً یَوْمَ مَا فَعَلَتْ.

وَ قَدْ رَكِبَتِ الْمَرْأَةُ الْجَمَلَ، وَ نَبَحَتْهَا كِلاَبُ الْحَوْأَبِ.

وَ قَامَتِ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ بِقَوْدِهَا، یَطْلُبُونَ بِدَمٍ هُمْ سَفَكُوهُ، وَ عِرْضٍ هُمْ شَتَمُوهُ، وَ حُرْمَةٍ [ هُمُ ] انْتَهَكُوهَا، وَ أَبَاحُوا مَا أَبَاحُوا.

یَعْتَذِرُونَ إِلَی النَّاسِ دُونَ اللَّهِ، یَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ یَرْضی عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقینَ[14].

إِعْلَمُوا، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، أَنَّ الْجِهَادَ مُفْتَرَضٌ عَلَی الْعِبَادِ، فَقَدْ جَاءَكُمْ فی دَارِكُمْ مَنْ یَحُثُّكُمْ عَلَیْهِ،

وَ یَعْرِضُ عَلَیْكُمْ رُشْدَكُمْ.

وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكُمُ ابْنِیَ الْحَسَنَ، وَ ابْنَ عَمّی عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، وَ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ، وَ قَیْسَ بْنَ سَعْدٍ، مُسْتَنْفِرینَ لَكُمْ[15]، فَأَسْرِعُوا إِلی أَمیرِكُمْ، وَ بَادِرُوا جِهَادَ عَدُوِّكُمْ، [ وَ ] كُونُوا عِنْدَ حُسْنِ ظَنّی بِكُمْ.

فَحَسْبی بِكُمْ إِخْوَاناً، وَلِدینِ اللَّهِ أَعْوَاناً وَ أَنْصَاراً[16] إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

فَانْفِرُوا خِفَافاً وَ ثِقَالاً وَ جَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فی سَبیلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ[17].

وَ أَیِّدُونَا، وَ انْهَضُوا إِلَیْنَا، فَالإِصْلاَحُ مَا نُریدُ، لِتَعُودَ الأُمَّةُ إِخْوَاناً.

وَ مَنْ أَحَبَّ ذَلِكَ وَ آثَرَهُ فَقَدْ أَحَبَّ الْحَقَّ وَ آثَرَهُ، وَ مَنْ أَبْغَضَ ذَلِكَ فَقَدْ أَبْغَضَ الحَقَّ وَ غَمَضَهُ.

وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، وَ السَّلاَمُ[18].

[صفحه 787]


صفحه 785، 786، 787.








    1. ورد فی مناقب آل أبی طالب لابن شهراشوب ج 3 ص 177. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 390.
    2. ورد فی منهاج البراعة للخوئی ج 16 ص 203. و نهج السعادة للمحمودی ج 4 ص 58.
    3. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 4 ص 58.
    4. كعیانی. ورد فی
    5. أكثروا. ورد فی نسخة العام 400 ص 325.
    6. ورد فی الإمامة و السیاسة ج 1 ص 86. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124. و نهج البلاغة الثانی ص 207.
    7. ورد فی أمالی الطوسی ص 727. و منهاج البراعة ج 16 ص 203. و نهج السعادة ج 4 ص 54.
    8. فانتحی. ورد فی الإمامة و السیاسة ج 1 ص 86. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124. و نهج البلاغة الثانی ص 207.
    9. ثمّ إنّ النّاس بایعونی. ورد فی
    10. یریدانها. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 381.
    11. ورد فی المصدر السابق. و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 86. و أمالی الطوسی ص 727. و منهاج البراعة ج 16 ص 203.

      و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124. و نهج السعادة ج 4 ص 57 و 60. و نهج البلاغة الثانی ص 207. باختلاف بین المصادر.

    12. قلقت... و قلقوا. ورد فی نسخة نصیری ص 151.
    13. قطبها. ورد فی ورد فی نسخة العام 400 ص 325.
    14. التوبة، 96.
    15. ورد فی الإمامة و السیاسة ج 1 ص 86. و أمالی الطوسی ص 727. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 381. و منهاج البراعة ج 16 ص 203. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124. و نهج السعادة ج 4 ص 55 و 57. و نهج البلاغة الثانی ص 207. باختلاف.
    16. ورد فی المصادر السابقة. و شرح ابن أبی الحدید ج 14 ص 8.
    17. التوبة، 41.
    18. ورد فی المصادر السابقة. باختلاف.